ليس هناك شك في أن أزمة سلاسل الإمداد والتوريد العالمية، كان لها تأثير كبير.
وذلك على الأعمال التجارية والمستهلكين، في جميع أنحاء العالم.
والتي أجبرت العديد من الشركات والمصانع، على وقف إنتاجها.
وهذا لأن سلسلة التوريد الخاصة بها لم تستطع تحمل الضغط الإضافي، الذي نتج عن هذه الأزمة.
وحتى تلك التي استمرت في الإنتاج تعاني من خسائر، منذ فترة طويلة.
كما أثر نقص مواد الخام على أعمالها، حتى يومنا هذا.
فما هي أزمة سلاسل التوريد العالمية؟
ببساطة، أزمة سلاسل التوريد العالمية عبارة عن نقص مستمر في المكونات والمواد الخام.
والتي حدثت بسبب التباطؤ في الإنتاج، نتيجة الآثار المصاحبة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وكانت تلك الأزمة موجودة دائمًا، على مستوى العالم.
ولكنها وضعت تحت “اختبار قوي” في عام 2020، حين بدأت فترة الوباء في التأثير على الطلب.
وذلك فيما يتعلق بالمنتجات، والمكونات المختلفة.
بالإضافة إلى إجبار المصانع على إيقاف عمليات الإنتاج، بسبب الإغلاق المرتبط بالفيروس وقتها.
لماذا أثر هذا بشكل كبير على سلاسل التوريد؟
تميل سلاسل التوريد أكثر نحو “الإنتاج في الوقت المناسب”، المعروف باسم “نظام إنتاج تويوتا”.
وهو منهج يهدف إلى خفض المخزون، لتقليل التكاليف.
وفي حين أن هناك العديد من الإيجابيات لهذا النظام، إلا أن وباء كورونا قد ضاعف من سلبياته.
فعندما ظهرت جائحة فيروس كورونا لأول مرة، رأينا عمليات الإغلاق تحدث على مستوى العالم.
وقد توقف الإنتاج العالمي فعليًا، بينما كان الطلب لا يزال موجودًا.
ولم يقتصر الأمر على استمراره، بل زاد الطلب بشكل ملحوظ على العديد من المنتجات والمكونات.
وجرى إغلاق المصانع في دول عديدة، لعدة أشهر.
وهذا أدى إلى تراكم الطلب، بمرور الوقت.
ولا نزال نرى آثار هذا الوباء على سلاسل الإمداد العالمية، بعد عامين.
إن التعافي غير الكامل يعني أننا ما زلنا نشعر بآثار جائحة “كوفيد-19″، على سلاسل التوريد.
وبالإضافة إلى تباطؤ الإنتاج، تم تقليل نقل المكونات والمواد الخام بين البلدان بشكل كبير.
وذلك في الوقت الذي كانت فيه الموانئ مكتظة، حول العاالم.
كما لم يكن هناك عمالة كافية متاحة، للتعامل مع طلب المستهلكين.
هل كان فيروس كورونا هو السبب؟
أثر الفيروس بشدة، على سلاسل الإمداد والتوريد العالمية.
ومع ذلك يجادل الكثيرون بأنها كانت هشة للغاية، حيث كان من السهل جدًا تعطيلها.
وكانت الأزمة قادمة، لكن الوباء عجل بحدوثها.
هل ستتعافى سلاسل التوريد؟
لقد بدأت سلاسل التوريد بالفعل في التحسن، لكن لا تزال بعيدة عن أن تعود إلى الكفاءة الكاملة.
كما أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر بشكل كبير عليها، مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقد أدى قطع عدة دول لعلاقاتها التجارية مع موسكو، إلى نقص سلع معينة.
وكذلك زيادة الطلب على سلع أخرى، في عدد من الدول.
وبالطبع يؤثر النزاع الروسي الأوكراني على طرق النقل وإمدادات المواد، وغير ذلك الكثير.
وفي حين أنه من المتوقع تعافي سلاسل التوريد، يمكن أن تأخذ الأزمة بسهولة “منعطفًا مختلفًا”.
وهذا بسبب الوضع السياسي والاقتصادي العالمي، في الوقت الحالي.