هذا هو أفضل وقت للاستثمار
عندما يتعلق الأمر بسوق الأسهم، يكون للأفراد آراء مختلفة جدًا حول وقت الشراء.
وفي حياتنا اليومية، يقوم الكثيرون بالشراء عندما يكون هناك تخفيضات، أي عندما تكون الأسعار أقل.
ولكن في سوق الأوراق المالية، يميل الناس إلى فعل العكس.
وهم لا يشعرون بالراحة عند الشراء، حين يصبح أداء السوق منخفضًا أو ضعيفًا.
كما يعتقدون أنه سيستمر في الأداء الضعيف، حيث يفضلون الشراء عندما يكون أداء السوق جيدًا.
هناك شيء ينبغي وضعه في إطاره الصحيح، وهو أنه من المستحيل توقع ذروة أو قاع السوق.
وهذا لا يعني أنه لا توجد أي مؤشرات تظهر، عندما نقترب من القاع أو الذروة.
ولكن هذه المؤشرات ليست علمًا دقيقًا. فهي مجرد احتمالات.
وعندما تكشف هذه المؤشرات أننا نقترب من القاع، فهناك احتمال لخسائر.
ولكن هناك احتمال أكبر، لتحقيق مكاسب.
المؤشرات تظهر أننا قريبون جدًا من قاع السوق
المؤشر الأول على أننا نقترب من القاع، يتمثل في خروج المستثمرون الأجانب من السوق.
فقد قرروا الخروج على المدى القصير، من الأسواق الناشئة.
وذلك خلال الأشهر القليلة الماضية، نتيجة ظروف السوق السيئة.
وهذا يوضح خروج مبالغ كبيرة من الاستثمارات بالفعل، حيث لن يغادر المزيد من المستثمرين.
بينما يكمن المؤشر الثاني، في الزيادة الكبيرة لعمليات الاستحواذ.
وهو ما يعني أن المستثمرين يقيمون الشركات، بأسعار أعلى من قيمتها السوقية الحالية.
أما المؤشر الرئيسي الثالث، هو أن السوق الأمريكية تقترب من القاع.
وكان أكبر مؤشر على ذلك، القفزة الكبيرة لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500”.
وذلك بعد أن قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، برفع أسعار الفائدة في يوليو الماضي.
وتظهر الزيادة السريعة للفائدة على المدى القصير، أن الحكومة الأمريكية تحاول تقليل السيولة.
ولكنها توضح أيضًا، أن الذروة ستأتي بسرعة.
وأخيرًا، يكشف المؤشر الرابع انخفاض السيولة في السوق.
والتي انخفضت بسبب تردي أوضاع السوق الحالية.
ولذلك لا يرغب المستثمرون في شراء أو بيع أي شيء، حيث يرغبون في الاحتفاظ بما لديهم.
ولكن من المنتظر تحسن الأوضاع الاقتصادية، مع حصول مصر على قرض جديد من صندوق النقد الدولي.
والذي يتوقع أن يتم في أقرب وقت ممكن، حيث ينتظر أن يجلب سيولة نقدية كبيرة.
كيف تختار أسهمك؟
يجب على المستثمر أن يقتنص فرصة شراء الأسهم عالية الجودة، في ظل ظروف السوق الحالية.
يجب أن ينظر المستثمرون إلى الشركات، التي أظهرت بيانات مالية قوية.
وذلك خلال الفترة السابقة، التي تتراوح ما بين عامين وثلاثة أعوام.
وكذلك التي تتداول حاليًا، بسعر أقل من قيمتها.
وهذه الشركات لديها كل الأسباب للتعافي، حيث ينتظر أن تحقق أرباحًا عندما يرتفع أداء السوق.
وعليك أن لا تستثمر في الأسهم، التي حققت ربحًا لمرة واحدة.
وهذا لأنها تنطوي على درجة عالية من المخاطرة.
كما تعطي الأسهم التي يستثمر فيها الأجانب، مؤشرًا جيدًا لشرائها.
ويمكنك أن تستثمر في أسهم الفئة الثانية، بمجرد أن يستقر السوق ويبدأ في التعافي.
السوق أكثر عقلانية مما تعتقد
التقييمات تعاقب الشركات لأسباب محددة للغاية، وتفضلها لأسباب أخرى محددة.
والجدير بالذكر أن مضاعف الربحية لشركات الخدمات المالية غير المصرفية، مثل “فوري” و”إي فاينانس”، يتراوح بين 30 و40 مرة.
وتتمثل أدنى التقييمات في السوق بغض النظر عن الأرباح الكبيرة، في سوق السلع.
وتقوم تقييمات هذه الشركات الآن بتسعيرها، على افتراض أن أسعار السلع ستنخفض.
ويجري تداول كل من شركات “سيدي كرير للبتروكيماويات” والإسكندرية للزيوت المعدنية (أموك) و”أبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية”، بأسعار منخفضة.
وذلك على الرغم من أنها سجلت أرباحًا ضخمة.
والصناعة الأخرى ذات التقييمات المنخفضة هي الشركات التي تعتمد على البناء، وقائمة على المشاريع.
وأي شركة ليس لديها تدفق نقدي مستمر مضمون، يتم تقييمها على أنها منخفضة جدًا أيضًا.
وتعتمد شركات مثل “أوراسكوم للإنشاءات” و”السويدي إلكتريك”، على المشاريع الفردية.
وبالتالي ليس لديها تدفق نقدي مستمر مضمون.
ويتم تطبيق تقييمات أقل على هذه الشركات، لأن مستقبلها ليس واضحًا.
ولكن في المستقبل، ستكون حالة الاقتصاد أكثر استقرارًا.
ولذا سيقل عامل المخاطرة لهذه الشركات، وسيزيد تقييمها.
أما الشركات الأكثر استقرارًا، هي المتخصصة في صناعة المواد الغذائية.
فهي لديها تدفق نقدي مستمر، بغض النظر عن أي عوامل اقتصادية.
ويمكن اعتبار شراء أسهم شركات الأغذية، استثمارًا منخفض المخاطر.
وتكون العوائد المتوقعة معتدلة، وليست مبالغ فيها أو أقل من قيمتها.
وعليك أن لا تستثمر بقوة في أسهم النمو، مثل شركات الخدمات المالية غير المصرفية التي تحظى بتقدير جيد بالفعل.