من الممكن أن يكون عالم الاستثمار ساحقًا، فمع وجود الكثير من المعلومات على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يصبح الأمر أكثر إرباكًا وإرهاقًا.
وذلك فيما يتعلق بمكان وضع أموالك، أو من تلجأ إليه للحصول على المشورة.
وبصفتي مبتدئًا في هذا المجال (أنا متأكد من وجود الكثير منكم أيضًا)، توصلت إلى فهم أن “أداء واجبي المنزلي” هو جانب مهم جدًا من كل هذا.
وللتوضيح، فإن أداء واجبي المنزلي هو في الأساس يتمثل في إجراء بحثي الخاص، وتطوير النتائج والتحليلات حول الشركات.
وهذا من أجل اختيار أفضل استثمار ممكن في الأسواق، وتحسين “عائد الاستثمار” الخاص بك في نهاية المطاف.
لماذا اخترت “أداء واجبي المنزلي” باعتباره الشيء الأول في قائمة التحقق الخاصة بي، الذي يجب الرجوع إليه في كل مرة أستثمر فيها.
وذلك لأنه عندما تقوم بأبحاثك الخاصة والعناية الواجبة، فإنك لا تكتسب المعرفة وتنمي فهمك فقط للأسواق.
ولكن أيضًا قراراتك تستند إلى تحليل واقعي وموضوعي، مجردة من أي تحيز عاطفي أو شائعات.
والتي يمكن أن تؤثر على محافظك الاستثمارية، بشكل سلبي.
فيما يلي خمسة عوامل يجب البحث عنها في الشركة، قبل أن تقرر استثمار أموالك فيها:
- التحقق من نمو الأرباح على أساس سنوي
ابحث عن صافي الدخل الذي تمتلكه الشركة عامًا بعد عام، واسأل نفسك هل يزداد نمو الأرباح بشكل سنوي؟
وحتى لو لم تكن الزيادة كبيرة، فإن الشركة التي تظهر نموًا ثابتًا وثباتًا في الأرباح بمرور الوقت، يمكن أن تكون مؤشرًا جيدًا للمستقبل.
- قارن نسبة الدين إلى حقوق الملكية
يقيس الدين إلى حقوق الملكية بشكل أساسي مدى جودة إدارة الشركة، لديونها الإجمالية.
وللحصول على النسبة، عليك قسمة إجمالي ديون الشركة على إجمالي المساهمين في حقوق الملكية في الشركة.
وعلى سبيل المثال، إذا كان لدى الشركة دين إجمالي قدره 10 ملايين جنيه، وكان إجمالي حقوق الملكية لجميع المساهمين 20 مليون جنيه، فسيكون لديها نسبة دين إلى حقوق الملكية 1: 2.
وما يعنيه هذا هو أن الشركة مفرطة في الاستدانة، ويمكن أن يحد ذلك من خيارات الشركة في اتخاذ قرارات.
والقاعدة الجيدة هي 2: 1، أو نسبة أقل.
وهو ما يعني أنه كلما انخفضت نسبة الديون، زادت قدرة الشركة على المخاطرة بدون القلق من التخلف عن سداد ديونها الكبيرة.
- تحليل نسبة السعر إلى الأرباح
يعد السعر إلى الأرباح مؤشرًا رئيسيًا، لما إذا كانت قيمة أسهم الشركة مبالغ فيها أو مقومة بأقل من قيمتها.
وللحصول على نسبة السعر إلى العائد، قارن سعر السهم الحالي بعائد السهم السنوي (EPS).
أولاً، عند حساب العائد على السهم، قسّم صافي الربح على إجمالي الأسهم القائمة.
فمثلًا، الشركة التي يبلغ صافي ربحها 4 ملايين جنيه و10 ملايين سهم قائم، لديها ربحية السهم 0.40 جنيه.
ولحساب نسبة السعر إلى العائد، خذ سعر السهم 10 جنيه واقسمه على ربحية السهم 0.40 جنيه، وستحصل على نسبة السعر إلى العائد 25 جنيه.
وما يعنيه هذا هو أن ارتفاع نسبة السعر إلى العائد مقارنًة بالشركات في نفس النشاط قد يكون علامة على أن القيمة السوقية للشركة مبالغ فيها حاليًا، والعكس صحيح.
- توزيعات الأرباح
إذا لم يكن لديك الوقت الكافي لمشاهدة السوق والبحث عن المؤشرات المالية التي لا أوصي بها عادةً، فسيكون من الأفضل البحث عن أرباح الأسهم.
توزيعات الأرباح هي التوزيعات التي تقوم بها الشركة لمساهميها، كمكافأة لها.
وتقدم غالبية الشركات المصرية الآن توزيعات أرباح، وفي هذه الحالة يوصى بمراعاة نسبة توزيعات الأرباح الصادرة.
والتي توضح مقدار أرباح الشركة بعد الضرائب، التي يتم دفعها للمساهمين.
ولحساب نسبة توزيع الأرباح، قسّم توزيعات الأرباح التي تدفعها الشركة على صافي الدخل.
وما يعنيه هذا هو مقدار عائد الشركة للمساهمين، مقابل المبلغ الذي تحتفظ به في متناول يدها.
وذلك لإعادة الاستثمار في النمو أو سداد الديون أو الإضافة إلى الاحتياطيات النقدية (الأرباح المحتجزة)، أو بعبارة أخرى مقدار الأموال التي احتفظت بها الشركة لنفسها.
- جوانب أخرى أحب أن أعرف عنها
الآن بعد أن تحدثنا عن البيانات المالية للشركة، وبعض النسب لمساعدتنا في اتخاذ القرار دون استخدام العواطف، فقد حان الوقت للنظر في أشياء أخرى قبل الاستثمار.
وهذا الجزء هنا هو شيء أحب القيام به شخصيًا، لأنه يساعدني في تنمية معرفتي كل يوم.
أولًا- الإدارة: أرغب في التعرف على فريق إدارة الشركة في كثير من الأحيان، وفهم تاريخ خبرتهم وسجلهم الحافل.
وكذلك البحث عنهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ومراقبة أي أخبار أو بيانات صحفية عن الشركة.
ثانيًا- نموذج عمل الشركة: أحب البحث عن نموذج أعمال الشركة، ومعرفة المزيد عن منتجاتها وخدماتها، والأسواق المستهدفة، والصناعة التي تتنافس فيها وعملائها.
ثالثًا- مزيج المحفظة: أحب أن أراقب مزيج محفظتي، من أدوات الاستثمار المختلفة.
والتنويع هو مفتاح أي استراتيجية استثمار طويلة الأجل، لتحقيق التوازن وتوسيع نطاق تعرضي للمخاطر.
وفي هذه الملاحظة الأخيرة، أود أن أترك لقرائي قاعدة استثمار بسيطة أعود إليها دائمًا كلما شعرت بالشك أو التوتر، وهي “العودة إلى الأساسيات”:
- حدد أهدافك المالية
- احسب المخاطر الخاصة بك
- اسعى إلى الاستثمار على المدى الطويل
- لا تنسى القيام بأبحاثك الخاصة
هذه المقالة ليست مكتوبة من قبل “ثاندر”، ولا تعد نصيحة استثمارية. يجب عليك إجراء البحث الخاص بك، قبل اتخاذ أي قرار استثماري.
