في وقت سابق من هذا العام، كانت الإجابة عن هذا السؤال ستكون قطعاً الاستثمار في الدولار هو أفضل خيار، وكلنا رأينا كيف كان مؤشر الدولار يحلق عالياً في كل مرة يرفع فيها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الفائدة على الدولار، وكان يتزامن ذلك مع هبوط الأدوات الاستثمارية الأخرى مثل الذهب والأسهم وحتى باقي العملات، كلهم ينخفضون لصالح الدولار.
أما الآن فقد بدأت حدة الارتفاع في التضخم في الولايات المتحدة تهدأ نسبياً، حتى وإن لم ينخفض التضخم، إلا أنني أظن أنه وصل إلى ذروته، وفي حين أن التضخم هو المحرك الرئيسي الذي يدعو الفيدرالي إلى رفع الفائدة فإن هذا يشير إلى أننا اقتربنا من نهاية مرحلة الرفع، وقاربنا على الدخول في مرحلة التثبيت قبل أن يعلن الفيدرالي عن تخفيض الفائدة مرة أخرى، حتى تعود الأسواق إلى سابق عهدها.
وكل ما سبق يعني أن مرحلة الاستثمار في الدولار قد انتهت، وأنه أصبح أكثر ميلاً إلى الهبوط منه إلى الصعود، وأن أسواق الأسهم والذهب باتت في قاع لن تلبث أن ترتد منه، وبما أننا في ثاندر نهتم في الأساس بالاستثمار في الأسهم، فلن أتحدث عن الذهب في هذا المقال، ولكن دعونا نلقي نظرة على استراتيجية الدخول في سوق الأسهم الآن في خضم كل هذه الأحداث، وما هي مواصفات الأسهم التي يرجح أنها ستحقق أكبر عائد في الفترة المقبلة؟
المستثمر الذكي، سيكون بالفعل خارج البورصة طوال الأشهر العشرة الماضية، وتحديداً منذ إعلان البنك الفيدرالي أنه سيقدم على رفع الفائدة بوتيرة كبيرة، ولكنه الآن يجهز سيولته لجمع أسهمه المفضلة بأسعار بخسة جداً، إلا أن الدخول والخروج من البورصة يجب أن يكون لهما استراتيجية حكيمة حتى لا يكون الأمر فوضوياً؛ أما عن الدخول، فإني أنصح أن يكون تدريجياً وعلى مراحل، لأن الأسهم قد تتكبد المزيد من الهبوط بعد شرائها، ففي أسواق المال …. كل شيء ممكن، وفي هذه الحالة تشتري بالسيولة المتبقية معك؛ وكذلك الأمر في كل سهم، لا تشتري كل الكمية التي تستهدفها دفعة واحدة؛ النقطة الثالثة، هي التنويع ثم التنويع ثم التنويع، إياك أن تدخل برأس مالك كله في سهم واحد فقط مهما كنت واثقاً من صعوده؛ وأخيراً عليك دائماً بالاحتفاظ بنسبة من السيولة في محفظتك لا تقل عن 20%؛ هذه كانت ملامح مهمة يجب أن تكون متضمنة في استراتيجية الدخول للبورصة في الوقت الحالي، أما عن مواصفات الأسهم المفضلة في هذا التوقيت فهي كالآتي:
1- الأسهم الأكثر هبوطاً ستكون الأسهم الأكثر ارتفاعاً، وهذا بشرط أنها لا تعاني من أي مشاكل جوهرية أو دائمة في الأداء المالي للشركة.
2- يجب التدرج في المخاطرة عند شراء الأسهم، بمعنى أنه يجب البدء بالأسهم الأقوى مالياً، ومن ثم الانتقال تدريجياً لأسهم المضاربات كلما ازداد استقرار السوق.
3- عليك في هذه الفترة البدء بدخول القطاعات الأكثر استقراراً، حتى تتأكد من تغير اتجاه السوق إلى الصعود بشكل حقيقي، وعندها يمكنك البدء تدريجياً بالدخول في القطاعات الأكثر مخاطرة، وربحية في الوقت ذاته.
4- نعم، من المرجح في فترات الصعود أن تصعد كل الأسهم، ولكن لا تعول على ذلك أكثر من اللازم، انتق أسهمك بعناية وركز على المؤشرات الحقيقية لأسعار الأسهم، مثل PE ratio أو مضاعف الربحية، فليس من المعقول أن يكون متوسط PE للسوق ككل هو 4 مثلا وتشتري سهماً مضاعف ربحيته 10 أو أكثر.
5- في السوق المصري، يفضل أن تنتقي أسهم شركات مصدرة لها إيرادات بعملات أجنبية، وعلى رأسها الدولار، فإن هذا يحمي أرباح الشركة من تقلبات سعر الصرف.
في النهاية، أعتقد أن هذا الوقت ليس مناسباً للمضاربات المغامرة، بل إن أكبر الرابحين سيكون من يشتري الأسهم بهذه الأسعار ويحتفظ بها لفترة من سنة إلى سنتين، عندما يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة مرة أخرى وتدخل قوى شرائية كبيرة لأسواق الأسهم، وكما قال وارن بافيت “كن جشعاً عندما يكون الناس خائفون وكن خائفاً عندما يكون الناس جشعون”.
هذه المقالة هذه المقالة لم يكتبها و ليست نصيحة استثمارية، حيث يجب عليك إجراء البحث الخاص بك، قبل اتخاذ أي قرار استثماري