حينما رأيت العامل البسيط وهو يمسك بطرف الحبل المربوط بالرافعة أعلى العمارة ذات الطوابق المتعددة، وبالطرف الآخر برميل في أحد الأدوار العليا تذكرت العامل البسيط.
وكل المطلوب فقط إنزال هذا البرميل إلى الأرض …. عملية بسيطة أليس كذلك؟ كل ما على العامل هو مسك الحبل بقوة تجعل البرميل ينزل إلى الأرض بسلام.
هكذا تصور العامل ببساطة تخيل أن توقعه سيتحقق ويستطيع السيطرة على البرميل.
وبمجرد تحريك البرميل الي ان أصبح في الهواء … إذ المشهد مختلف تماماً واختلفت معه مراكز القوة، برميل له وزن، جاذبية أرضية، وعامل يقف على الأرض يحاول السيطرة على الموقف.
وبدأت الرحلة … إذ البرميل يهبط متجاهل مقاومة العامل، وعلى الطرف الآخر من المشهد يحاول هذا العامل (المستثمر)السيطرة على الحبل. ولكن إذ الحبل (المتاجرات السريعة والمارجن) نتيجة هبوط البرميل (السوق) بقوة شديدة يجرح أيدي العامل، هل يترك العامل الحبل؟ لا.. بل يصر على التمسك بالحبل (المتاجرات السريعة والمارجن) ظناً منه آنه سيسيطر على الموقف، وتزداد سرعة البرميل (السوق) في الهبوط ويتغير المشهد للمرة الثانية … إذ العامل يطاح به أعلى الارض مرفوعاً الى الدور الأول فالثاني … ومازال العامل متمسك بالحبل (المتاجرات السريعة والمارجن)، لماذا فقط لأنه مقتنع بفكرة أستطيع السيطرة.
وبعد رحلة من التخبط والصدمات للعامل أثناء ارتفاع العامل في الهواء، أدرك العامل انه مخطئ ولابد أن يترك الحبل الآن.
الآن أصبح مسيطر وهو في الهواء.. هكذا ظن.. وطبعا وبالتأكيد لا، إذ بالعامل يهبط من السماء بين تخبط وصدمات بما يقابله إلى أن اصطدم بالأرض هامداً ساكناً ليس لديه القدرة سوى أن يلتقط أنفاسه بصعوبة، وليس لديه من القوة ما يجعله يتحرك. ولكن …. تدور برأسه فكرة واحدة …. ألا وهي أن البرميل (السوق) تصرف عكس ما يريده. اللعنة على هذا البرميل … تمت.
هكذا حال المستثمر العادي ينظر إلى السوق بعين تظن أنه مسيطر على السوق، ولكنها في الحقيقة مجرد أحلام، لأنها دون دراسة سواء لخطة استثمارية واضحة، أو للمخاطر المحتملة. ويحدث ما حدث في القصة، يظن أنه مسيطر ويصر على تمسكه بالأسهم، وفى النهاية يبيع الأسهم ببخس الأسعار ويلقى اللوم على البرميل (السوق) وأن السوق لم ينفذ خطة المزعومة.