الركود التضخمي هو مصطلح يستخدم لوصف الوضع الاقتصادي، الذي يشهد مزيج من التضخم المرتفع والنمو الاقتصادي المنخفض.
وبعبارة أخرى، يحدث ذلك عندما يكون الاقتصاد راكدًا ويتزايد التضخم.
ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتباطؤ النمو، ويضر بشكل خاص بالاقتصاد ككل.
ما هو الركود التضخمي؟
هو مزيج من مصطلحين اقتصاديين، وهما “الركود” و”التضخم”.
الركود هو فترة من النمو الاقتصادي البطيء، أو عدم النمو الاقتصادي.
بينما التضخم هو مقياس لمعدل ارتفاع أسعار السلع والخدمات.
وعندما يتم الجمع بين هذين المصطلحين يؤدي ذلك إلى وضع لا ينمو فيه الاقتصاد، لكن الأسعار ترتفع بسرعة.
أسباب التضخم المصحوب بالركود؟
تتنوع الأسباب، ولكن يتفق معظم الخبراء على أنه عادة ما يكون ناتجًا عن مجموعة من العوامل.
ويمكن أن تشمل هذه العوامل الاقتصاد الضعيف، ومعدلات الفائدة المرتفعة، وانخفاض المعروض النقدي، وانخفاض الطلب على السلع والخدمات.
وحين يصبح الاقتصاد ضعيفًا تقل احتمالية إنفاق الشركات والأفراد للمال، مما قد يؤدي إلى تراجع الطلب.
ويحتمل أن يؤدي هذا الانخفاض في الطلب إلى ارتفاع الأسعار، مما يؤدي إلى التضخم.
وفي الوقت نفسه قد لا تتمكن الشركات والأفراد من اقتراض الأموال، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.
وهو ما يمكن أن ينتج عنه انخفاض الاستثمار، وضعف النمو الاقتصادي.
أمثلة على التضخم المصحوب بالركود
أبرز مثال على الركود التضخمي في الذاكرة الحديثة، هو الركود العظيم عام 2008.
ففي خلال هذه الفترة تضرر الاقتصاد الأمريكي بشدة، نتيجة الأزمة المالية.
ولذلك ارتفعت معدلات البطالة، وزاد معدل التضخم.
وفي السبعينيات كان التضخم المصحوب بالركود يمثل أيضًا مشكلة رئيسية، في الولايات المتحدة.
فقد عانت البلاد من ارتفاع معدلات التضخم، وانخفاض النمو الاقتصادي.
كما كان الدولار الأمريكي يفقد قيمته، بسبب انخفاض المعروض النقدي.
وفي السنوات الأخيرة، شهد الاتحاد الأوروبي أيضًا ركودًا تضخميًا.
ففي عام 2011 تضرر الاتحاد الأوروبي بشدة، من أزمة الديون السيادية.
وهو ما أدى إلى انخفاض النمو الاقتصادي، وزيادة التضخم.
الركود التضخمي مقابل التضخم
من المهم فهم الفرق بين الركود التضخمي، والتضخم.
التضخم هو زيادة في المستوى العام لأسعار السلع والخدمات.
بينما الركود التضخمي هو مزيج من التضخم المرتفع، والنمو الاقتصادي المنخفض.
ويحدث التضخم عادة بسبب زيادة المعروض النقدي، أو انخفاض الطلب على السلع والخدمات.
ومن ناحية أخرى، يحدث التضخم المصحوب بالركود عادة بسبب مجموعة من العوامل.
والتي تشمل الاقتصاد الضعيف، وارتفاع أسعار الفائدة، وانخفاض المعروض من النقود.
الركود التضخمي
هو فترة من الركود التضخمي، حيث يكون الاقتصاد في حالة ركود وترتفع الأسعار.
ويحدث هذا عادة بسبب انخفاض الطلب، وزيادة المعروض النقدي.
وخلال فترة الركود التضخمي قد تكافح الشركات والأفراد لمواكبة ارتفاع الأسعار، مما يؤدي إلى زيادة البطالة.
وأحدث مثال على الركود التضخمي، هو الركود العظيم عام 2008.
خلال هذه الفترة، كان الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود.
وكانت الأسعار ترتفع بسبب انخفاض الطلب، وزيادة المعروض النقدي.
هل هو ارتفاع التضخم أم الركود التضخمي؟
في المناخ الاقتصادي الحالي، قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كنا نشهد ارتفاعًا في معدلات التضخم أو الركود التضخمي.
وعند النظر إلى البيانات الحالية، يتضح أننا في فترة تضخم مرتفع.
في مصر، بلغ متوسط مؤشر أسعار المستهلك 20.38 نقطة من عام 1957 حتى 2022.
ووصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 143.60 نقطة، في ديسمبر 2022.
ومع ذلك من الممكن أيضًا القول بأننا نمر بفترة من الركود التضخمي، حيث يتباطأ النمو الاقتصادي.
وقد نما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.4٪ فقط، في عام 2019.
وهو أبطأ وتيرة له، في ثلاث سنوات.
وبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي في مصر خلال العام الحالي 4.38٪، مقارنةً بالعام السابق الذي كان 6.61٪.
وهذا يشير إلى أن الاقتصاد لا يتوسع، بمعدل يمكن أن يدعم ارتفاع الأسعار.
الخلاصة: هل الركود التضخمي هو الوضع الطبيعي الجديد؟
في الختام، من الواضح أننا الآن في فترة تضخم مرتفع.
ويرتفع التضخم بوتيرة سريعة، مما يضغط على محافظ المستهلك العادي، ويتباطأ النمو الاقتصادي.
وهذا يوضح أن التضخم المصحوب بركود قد يكون في الأفق، إن لم يكن هنا بالفعل.
والأمر متروك لواضعي السياسات للتأكد من عدم استمرار هذا الوضع، حيث يمكن أن يسبب مشاكل للاقتصاد على المدى الطويل.
والمفتاح في هذه الأوقات هو البقاء على إطلاع، والاستعداد لأي شيء قد يحمله المستقبل.
ومن خلال مراقبة الاقتصاد والمعرفة، يمكنك اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الاستثمارات والقرارات المالية الأخرى.
هذه المقالة ليست مكتوبة من قبل “ثاندر”، ولا تعد نصيحة استثمارية. يجب عليك إجراء البحث الخاص بك، قبل اتخاذ أي قرار استثماري.